في إحدى المرات التي كنت أعمل فيها مع بعض الأصدقاء على تأسيس علامة تجارية تقوم بتقديم خدمات برمجة للشركات واستغرقنا أكثر من أسبوع في بناء الهوية الرقمية للشركة، بينما الأمور الأهم في التخطيط لتسويق وإشهار علامتنا التجارية لم نهتم بها إطلاقًا 🙂
بالطبع هذا بسبب ضعف خبرتنا في إنشاء العلامات التجارية في البداية وبالتالي لم نراعِ ترتيب الأولوية في طريقة عملنا، وكانت النتيجة هو الفشل الذريع للمشروع ولم يشفع لنا ما استثمرناه في البداية.
ثم بعد ذلك لم أعد اهتم باختيار اسم العلامة التجارية ولا الشعار بالشكل الكافي حتى أنني قمت بإطلاق أحد المواقع باسم دومين به خطأ لغوي واعتمدت فيه على إنشاء شعار بإحدى الأدوات المجانية لإنشاء الشعارات.
وبعد ذلك أدركت أن هناك فاصلًا بين الاستغراق في اختيار اسم علامة التجارية وتصميم الشعار وتصميم الهوية البصرية، وبين إهمال هذه الأمور وبناء هوية متواضعة تفتقر إلى أساسيات العلامة التجارية مما يعطي انطباعًا سلبيًا للزوار.
لا أقول لك قم بالحصول على استشارة من أكبر مديري العلامات التجارية أو مديري الاتصالات التسويقية وقم بإنشاء مسابقة بقيمة 1000$ لتصميم شعار لموقعك وقم بالاستعانة بأكبر فريق تجربة استخدام لتصميم مظهر موقعك وتجربة استخدامه، وفي الوقت ذاته لا تقوم بالاستخفاف بهذه الأمور والاعتماد على أدوات وقوالب مجانية لتصميم هويتك البصرية واختيار اسم متجرك.
هذا الأمر يعتمد بشكل أساسي على الحجم المتوقع لعلامتك التجارية وحجم متجرك الخاص، والميزانية التي تخصصها لمشروعك بشكل كامل وكذلك ساعات العمل.
فمثلًا إذا كنت تضع ميزانية مبدأية لمشروع صغير بقيمة 500$ لمشروع تعمل عليه بمفردك سيختلف عن مشروع تضع له ميزانية بقيمة 100,000$ وتعمل عليه مع فريق متخصص متنوع الخبرات.
بحسب حجم مشروعك على الإنترنت تستطيع تحديد كيف تقوم ببناء هويتك الخاصة بدقة، ومدى انعكاس ذلك على علامتك التجارية.
برأيي أن الهوية البصرية هي جزء يحتاج 10-20% من من المشروع ككل فإذا أجحفت عن هذه النسبة فقد أثرت سلبًا على هويتك الخاصة وانطباع عملائك عن موقعك الخاص أو عن متجرك الإلكتروني، وإذا زدت عن هذه النسبة بشكل مبالغ فيه فسيكون ذلك إهدارًا لميزانية مشروعك والوقت الذي تخصصه للإنجازات.
أخبرني برأيك بالخطوات التي تسير عليها لإنشاء هوية بصرية لموقعك؟