عمر إسماعيل
بالرغم من كوني من الأشخاص الذي يفضلون أسلوب العمل المستمر النشط وأجد متعة في أن يكون لي عمل بمهام معينة لأنجزه كل يوم، لكنني أفكر في بدء خوض تجربة فعلية في مشروع يحقق لي دخلاً سلبيًا في المرحلة المقبلة.
فالدخل السلبي بالغعل أمر مغرٍ ويستحق التجربة، فمن منا لا يرغب في كسب المال دون أن يضطر لفعل أي شيء على الإطلاق! الفكرة في حد ذاتها مشجعة ومحفزة 😃
لكني أعتقد أننا لا ينبغي أن ننظر للأمر بنظرة حالمة وبشكل مبالغ فيه فالسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، والمال لن ينزل لك من الصنبور ولن يثمر لك على الشجر كما يروج البعض على الانترنت.. وأعتقد أن من يفكرون في موضوع الدخل السلبي بهذه الطريقة هم أول من يفشل في هذا الأمر.
أنا أرى أن اتخاذ قرار الربح السلبي أيًا كانت الطريقة المتبعة لتحقيقه يحتاج لتخطيط مناسب، وبذل جهد متواصل لتنفيذه، والتحلي بالكثير من الصبر قبل الحصول على أرباح جيدة. ناهيك عن أن معظم طرق الدخل السلبي تتطلب متابعة العمل وبذل الجهد حتى بعد التنفيذ للحفاظ على مستوى العوائد المادية المرجوة..
على الصعيد الشخصي لدي فعليًا مشروعان أعمل عليها وهما مخصصان ليكونا مصادر للدخل السلبي: الأول هو بيع قوالب ووردبريس، والثاني هو تأليف كتب إلكترونية ودورات تعليمية وبيعها على المنصات المتخصصة، والأمران كما ترى يحتاجان مني جهدًا ووقتًا مسبقين قبل أن أفكر في أمر الربح منهما وأنا أشرب فنجان قهوتي على الشرفة، أو أقضي عطلتي في مكان هادئ دون أن أقوم بأي مجهود يذكر 🙂
قد تكون الخيارات الأخرى للربح السلبي كالترويج للمنتجات والتسويق بالعمولة، أو البيع عبر سلسلة التجزئة Dropshipping، أو تداول العملات الرقمية، وما شابه مصادر أكثر سهولة وأسرع ربحًا لكن هذه الطرق في الواقع لا تناسب اهتماماتي ولا أجد نفسي ناجحة فيها..
فهناك طرق كثيرة لكسب الدخل السلبي، ومن المهم أن يجد الشخص أفضل الطرق التي تناسب خبراته واهتماماته ويعتمد عليها للربح.
النقطة الأخيرة التي أود أن أختم بها هي أنني أفضل أن يعتمد الشخص على العديد من مصادر الدخل، وأعتقد أن الدخل السلبي يجب أن يكون مصدر دخل ثانوي، مع الاستمرار في أسلوب الدخل النشط.
فحتى ووارن بافت Warren Buffett صاحب المقولة الشهيرة
"إذا لم تجد طريقة لجني المال وانت نائم ستموت وأنت تعمل"
لازال يعمل لليوم في مكتبه كرئيس ومدير تنفيذي لواحدة من أضخم شركات الاستثمار في العالم Berkshire Hathaway!