إذا نظرت حولك ستجد أنك تعمل أو تريد أن تعمل مع إحدى المؤسسات الخيرية التي تعمل على هدفٍ سامي دون الحصول على ربح، وهذه تختلف في آلية عملها بشكل كامل عن الأنشطة التجارية التي تهدف إلى الحصول على أكبر هامش من الربح.
فإذا كان النشاط التجاري قائم على البيع والشراء بشكل أساسي، فإن التاجر يقوم بالشراء من تاجر التجزئة إحدى المنتجات بـ1$ ثم يبيعه مقابل دولارين أو 3$ أو ابتكار منتج جديد بتكلفة 5$ وبيعه مقابل 10$ أو 15$ أو أيًا كان سعر البيع.
بالنهاية الهدف النهائي لصاحب النشاط التجاري هو مضاعفة الأرباح.
بخلاف المؤسسات الغير هادفة للربح والتي يكون هدفها النهائي هو هدفًا ساميًا يفيد الناس (مثل تعليم الناس الإسلام، أو إطعام الفقراء والمساكين، أو إيواء المشردين، أو علاج المرضى أو غير ذلك) دون الحصول على ربح مادي سوى أجور الموظفين الذين يعملون في المؤسسة الخيرية وتكاليف التشغيل الخاصة بالمؤسسة.
إذا نظرت حولك ستجد أن هناك عدة مؤسسات تحتاج إلى الدعم بالفعل، ولكنها تواجه عدة تحديات في الحصول على الدعم.
وتكون إحدى الحلول الفعالة هو عمل حملة تمويل جماعية عبر الإنترنت بحيث تصل إلى مجموعة كبيرة من المهمتين ويقوم كل شخص بالتبرع بالمبلغ الذي يقدر عليه (10$ أو 20$ أو 50$ أو 100$ ….) بحيث تكون محصلة التبرعات بالنهاية هو المبلغ المستهدف للمؤسسة الخيرية.
في مشاركتي معكم اليوم، سأخبركم ببعض النصائح لعمل حملة تبرعات ناجحة عبر الإنترنت.
1- التركيز على إيصال الهدف من مؤسستك
هناك الكثير من المؤسسات الخيرية التي تقوم بإطلاق إعلانات تطلب فيها التبرعات من المستخدمين، وغالبًا ما يرى المستخدم أن هذه المؤسسات يشبه بعضها بعضًا.
ربما يكون المستخدم لديه النية بالتبرع بـ100$ شهريًا يقتطعها من راتبه أو دخله، ولكنه يحتار بين هذه المؤسسات أيهم أفضل؟
لذلك حاول أن تركّز في رسائلك التسويقية والمحتوى الذي تقدمه للناس بالهدف الذي تسعى إليه مؤسستك ومدى النفع الذي تنعكس عليه مجتمعيًا والخير الذي يصل للناس.
وإذا كان لديك إحصائيات بالفعل موثقة عن إنجازاتك فسيكون ذلك دافعًا أكبر لإقناع المستخدمين للتبرع لك. وإذا شاركت بعض القصص التي حدثت فإن ذلك سيكون مدعاةً أكبر لإقناع الناس بالتبرع بأموالهم للمشروع الخيري الذي تقدمه لهم.
كذلك من الضروري إظهار صدقك في الحصول على هذه التبرعات وتحري الدقة في صرفها بالمصرف الخيري الخاص بالمؤسسة، بعدما انتشرت عدة مؤسسات تقوم بالنصب والاحتيال وسرقة أموال المتبرعين لبعض المصالح الشخصية مما أفقد بعض الناس الثقة في هذه المؤسسات.
2- تأكد من وصولك للشريحة الصحيحة
أحيانًا ما تظن أن التبرعات تستهدف الناس جميعًا فكل الناس بداخلهم الخير الذي يدفعهم للتبرع ولكن هذا ليس صحيحًا. فعندما نتحدث في عالم الويب نجد أنّ سكان بعض البلدان لديهم المقدرة المالية للتبرع أكثر من بلدانٍ أخرى.
وكذلك تجد أن بعض الشرائح المستهدفة لديها الشحّ في التبرع أكثر من شرائح مستهدفة أخرى، فتجد في بعض الأحيان أن الفقراء يستشعرون معاناة الفقراء أكثر من استشعار الأغنياء لمعاناة الفقراء. وكذلك تجد أن النساء أكثر عاطفة للتبرع من الرجال في بعض الأحيان.
وهذه مجرد أمثلة، حاول أن تدرس شريحتك المستهدفة بشكل جيد والوصول لها من خلال الطرق الصحيحة.
3- مخاطبة المشاعر والهدف
عندما تقوم ببيع أحد المنتجات عبر الإنترنت، فإنك تحاول جاهدًا في إقناع المستخدم بأهمية هذا المنتج والفوائد التي يحصل عليها عند شراء المنتج.
في حالة التبرع عبر الإنترنت، فإن المستخدم لا يحصل على منتج ملموس ولا حتى منتج رقمي، فلذلك من الضروري إكساب ثقة المستخدم أولًا ثم مخاطبة المشاعر التي تحفّزه على التبرع.
ما الهدف الذي يجنيه المستخدم من التبرع؟
- الحصول على الثواب والأجر من الله تعالى
- شكر الله على نعمه في الصحة والمال
- هداية وصلاح الناس بما ينفعهم
- إشباع غريزة حب الخير ومساعدة الناس
- الشفقة على الحالات الصعبة التي تحتاج للتحسن
- نفع الناس وتحسين حالهم من خلال التبرع
- القضاء على الجهل/ الفقر/ المرض في بعض الأحياء.
مثل هذه الأهداف وغيرها هي التي تدفع الناس للتبرع، وأتذكر أقرب حملة تمويل جماعي شاهدتها في مصر جمعت حوالي 40 مليون جنيه مصري ( أكثر من 2 مليون دولار) لمريض واحد يعاني من مرض ضمور العضلات الشوكي.
الناس يكمن فيها الخير الكثير ولكن يحتاجون لتحريك مشاعرهم لبذل وإنفاق المال والصدقة إبتغاء وجه الله تعالى.
4- استخدام فعال للمنصات المناسبة
بعدما تقوم صياغة خطتك التسويقية فإن الخطوة التالية هي الاستخدام الفعال للمنصات الرقمية
- هل ستقوم بعمل موقع لجمع التبرعات؟
- هل ستقوم بعمل حملات إعلانية على فيس بوك؟
- هل ستقوم بإنشاء قناة على يوتيوب وتطلب فيها التبرعات؟
- هل ستقوم بالاعتماد على منصات التمويل الجماعي؟
- هل ستقوم بالتواصل المباشر مع رجال الأعمال لدعم حملتك؟
ما دام أننا في مجتمع ووردبريس، فإن من الأهمية بمكان الحديث عن استخدام ووردبريس لإنشاء موقع تبرعات.
يمكنك إنشاء موقع ووردبريس وعمل إعداداته الرئيسية واختيار قالب متناسب للهدف من موقع تبرعات، ثم استخدام إضافة GiveWP لإنشاء نظام التبرع واستقبال المال عبر وسائل الدفع المختلفة. والإضافة يعتمد عليها أكثر من 100,000 مستخدم حتى الآن.
أنصحك بمطالعة الدليل التالي على موقع ووردبريس بالعربية: إنشاء موقع للتبرعات باستخدام إضافة GiveWP.
سيساعدك موقعك على ووردبريس لإبراز رسائلك التسويقية وتاريخ التبرعات التي تقوم بها وإدارة وسائل استلام التبرعات من المستخدمين.
بجانب ذلك يمكنك الاعتماد على المنصات الأخرى للوصول إلى الزوار المستهدفين: مثل الإعلانات المدفوعة أو استخدام منصات التواصل المختلفة أو التسويق بالمحتوى والتسويق عبر المؤثرين.
بشكل عام ستساعدك المنصات الرقمية للوصول إلى شريحة أكبر من المستهدفين من الطرق التقليدية في التسويق، فيمكنك من خلال حملة تبرعات واحدة تجني آلاف الدولارات.
5- الحصول على تبرعات متكررة
من أهم الاستراتيجيات التي تحتاج للاعتماد عليها في أثناء الحصول على تبرعات لعملك الخيري هو الحصول على تبرعات متكررة من نفس المستخدم. وذلك لأن الجهود المبذولة في الحصول على متبرع متكرر أقل من الجهود المبذول للحصول على عدة متبرعين يدفعون مرة واحدة.
تخيل أن 10 مستخدمين يدفعون لك 100$ شهريًا أو ما يعادل =12,000$ سنويًا سيكون أكثر فاعلية وأسهل من الحصول على هذا المبلغ من 100 مستخدم، أو أكثر أو أقل.
لذلك ركز في استراتيجيتك التسويقية إقناع العملاء بعمل مساهمات متكررة، وكذلك توفير وسائل دفع تسمح باستقبال المدفوعات المتكررة بشكل آلي حتى لا ينسى المستخدم هذه الدفعات في إحدى المرات. لا سيما وأن بعض المشاريع الخيرية تحتاج لتبرعات متكررة لتغطية مصاريف التشغيل وليس تبرعات مرة واحدة فقط.
6- المتابعة مع المتبرعين أثناء العمل
كذلك من الأمور التي تعطي ثقة للمتربعين هي المتابعة معهم أثناء المشروع الخيري.
فعلى سبيل المثال، إن كان التبرع لبرنامج هادف فيكون
وإذا كان التبرع لكفالة أيتام، فيكون توثيق التبرع بالملابس والأطعمة والسكن الذي يتم توفيره للأيتام.
يمكنك المتابعة مع كل متبرع على حدة في حالة فصل التبرعات عن بعضها، أو توثيق عملك بشكل عام وما تم إنجازه وما المتبقي من إنجازه وهكذا.
أتذكر فيديوهات حفر الآبار وذبح الأضاحي في أفريقيا التي تقوم بها بعض المؤسسات الخيرية، وفرحة المتبرعين بهذه المشاهد عندما يطلعون عليها ويرون نتيجة وثمار صدقاتهم.
لذلك فإن التغطية الإعلامية لمشاريعك التجارية من الأهمية بمكان.
7- إعطاء جوائز للمتبرعين
من الطرق التحفيزية التي تجعل ارتباطًا عاطفيًا مع المتبرعين هي الحصول على جوائز رمزية لا سيما المتبرعين الذين يقومون بعمل تبرعات كبيرة.
يمكنك إبراز أسمائهم وتكريمهم وإعطائهم هدايا رمزية كنوع من أنواع الشكر على المساهمات التي قاموا بها لمشروعك الخيري.
لا تبالغ في هذه الجوائز وقيمتها المادية، فلا يتناسق أنك تطلب من المستخدمين الحصول على تبرعات وتقوم برد هذه التبرعات في هيئة هدايا باهظة للمتبرعين.
ولكن كما قلت أن هذه الهدايا رمزية كنوع من أنواع الشكر والارتباط العاطفي مع المؤسسة الخيرية.
بالنهاية، أخبرني ما هي تجربتك في العمل على إنشاء موقع للعمل الخيري وجمع التبرعات ؟