حينما كنت صغيرًا وكنت أتردد على بعض المحلات التجارية في مصر كنت أشاهد إعلانًا ضخمًا على باب المحل: البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل!
وهذا يعني أن المنتج الذي يخرج من عند البائع فلن يتم إرجعاه واستعادة أموالي مهما كان به من عيوب الصناعة فضلًا عن أي سبب آخر لإرجاع المنتج، وفي حالة واجهت أي مشكلة بالمنتج فعلي أن أتقبل به واستعوض ربي في المال الذي دفعته 🙂
بالطبع هذا السلوك لا ينمي عن أي احترافية من البائع لأن المستخدم إذا وجد عيبًا في المنتج ورفض البائع إرجاعه سيفقد ثقته في هذا التاجر ولن يشتري منه أي منتج آخر بل وسيحذر أصدقائه من الشراء من هذا التاجر!
مؤخرًا بدأ ينشط جهاز حماية المستهلك لمنع هذا السلوك ويضع قانونًا إجباريًا بإلزام التاجر لإرجاع المنتج بعد 14 يوم من البيع ثم بعد 30 يوم من البيع وكذلك شروط ضمان صيانة لفترات مختلفة باختلاف المنتجات.
ثم بعد ذلك أصبح بعض التجار يلتزم بهذا القانون صوريًا، وفعليًا يقوم بإرهاق المشتري للحصول على خدمة صيانة محترمة أو خدمة دعم عملاء تتسم بالاحترافية، ويحاول التحايل على القانون بكل السبل لئلا يرجع المنتج أو يتكفل بصيانته!
وهذا ليس خاصًا بالتجار المصريين فقط، ولكن يمارسه العديد من التجار الغير مهنيين.
بدايةً احذر من هذه الممارسات في بيعك عبر الإنترنت إذا وجد المشتري عيبًا في المنتج فله حق استرجاعه، لأن أخلاقك كتاجر مسلم تعلمت من رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن (الخراج بالضمان).
وبالتالي إذا وجدت المشتري عيبًا في منتجك لم يكن ظاهرا من قبل، فإن من الصدق والأمانة أن يسترد أمواله ورد المنتج لك.
ثانيًا إن هذا يزيد من ثقة المستخدمين في الشراء من متجرك، لأنهم يعلمون إذا وجدوا عيبًا في المنتج سيتم إرجاعه على الفور.
كذلك ننصحك بقبول المرتجعات بشكل مطلق لأن المشتري عندما يقوم بالشراء عبر الإنترنت لا يستطيع معاينة المنتج وتجربته كما هو الحال في الواقع. فإذا لم يجد المستخدمة الثقة الكاملة في إمكانية إرجاع المنتج، لن يتحمل مخاطرة دفع الأموال لمنتج مجهول بالنسبة له ولم يرَهُ على الحقيقة أو يجرّبه.
في الكثير من المرات أرى منتجات يتم بيعها عبر الإنترنت، ولكن بسبب عدم شفافية المستخدم في سياسة استلام المنتج وسياسة الاسترجاع، لا أقدم على خطوة الشراء.
إذا اكتسب المستخدم الثقة منك في أول مرة فإنه سيتقبل فكرة شراء عدة منتجات منك بعد ذلك دون استشعار عنصر المخاطرة في شراء منتج مجهول.
أعلم أن أغلب التجار يكرهون وجود المرتجعات بسبب تكاليف الشحن ومشاكل التغليف ووجود بعض التلفيات والخسائر الناتجة عن ذلك.
لكن وجود هذه السياسة الواضحة في المرتجعات من أهم أسباب نجاح المتاجر الإلكترونية، وقد شرح زميلنا عبد الفتاح في مقالة منشورة على ووردبريس بالعربية كيفية تفعيل خيار المرتجعات في متاجر ووكومرس
أخبرني برأيك هل أنت مع إعلان صاحب المتجر سياسة واضحة للمرتجعات في متاجر ووكومرس؟ وهل يجب أن يكون ذلك في مكانٍ بارز بالموقع؟