مع وجود الكثير من المتاجر الإلكترونية ورغبة الكثيرين في دخول عالم التجارة الإلكترونية ربما تتردد: هل أنت مؤهلًا للبدء في التجارة الإلكترونية والبيع عبر الإنترنت؟
يمكنني القول بأن التجارة الإلكترونية مثلها مثل غيرها من المجالات التي تناسب البعض ولا تناسب البعض الآخر بحسب امتلاكك للمقومات التي ستبنى عليها الصناعة.
ألا تجد أن بعض طلاب المرحلة المتوسطة يخضعون إلى اختبار قدرات لتحديد التخصص الأقرب لهم: الطب/ الهندسة/ إدارة الأعمال/ علوم الحاسب/ الفنون التشكيلية/ العلوم الإنسانية .. أو غير ذلك من التخصصات.
عند الحديث في الانتقال من التجارة التقليدية إلى التجارة الإلكترونية نجد أن التجارة الإلكترونية لها مقومات قد تناسب بعض أصحاب الأعمال ولا تناسب الآخرين، وكذلك في مدى تأهيل المبتدئين في البدء لبناء متاجرهم الإلكترونية.
قد نشرنا قبل ذلك عدة مقالات في موقع ووردبريس بالعربية تتحدث عن كيفية إنشاء متاجر إلكترونية وإدارة متجر إلكتروني بالكامل عبر الإنترنت، ولكن هناك خطوة استباقية أتحدث عنها في هذه المشاركة قبل إنشاء متجرك الإلكتروني.
ليس الهدف من هذه المشاركة أن اخبرك بأنك مؤهلًا للبيع عبر الإنترنت ولذلك ابدء متجرك الخاص، أو أنك لست مؤهلًا لذلك فابتعد عن التجارة الإلكترونية. بل إن الهدف من هذه المشاركة هو مراجعة قدراتك الحالية والتأكد من وجود المقومات الأساسية قبل بناء متجرك الخاص.
نستعرض أبرز هذه النقاط كما يلي:
1- امتلاك منتج فريد
بداية عليك التأكد من امتلاك منتجر فريد ستقوم بتقديمه للعملاء والمنتج رائع في ذاته ويروّج نفسه ويسهل إقناع العملاء بشرائه. يجب أن تكون قد اختبرت المنتج نفسه عدة مرات قبل إطلاقه للبيع على شريحة كبيرة، والتأكد من كفاءة المنتج لاستخدامه من قبل العملاء، وذلك يشمل:
- مراحل تصنيع أو استيراد المنتج
- جودة المنتج
- تجربة المنتج
- تصميم المنتج
… وهكذا
حاول ان تتأكد من هذه الخطوات لإن إطلاقك للمنتج قبل تجربته بشكل كامل، ثم اكتشاف بعض المشاكل بالمنتج سيعني وجود الكثير من المرتجعات وشكاوى العملاء منك.
2- استكشاف السوق المستهدف
معرفة سوقك المستهدف وصفات الشريحة المستهدفة لشراء منتجاتك هي أهم خطوات لخطوات بيعك على الإنترنت أو حتى في الواقع، وذلك لأن معرفة الشريحة المستهدفة سيساعدك بشكل كبير في تلبية احتياجاتهم وفي تطوير المنتج ومخاطبتهم عن طريق قنواتك التسويقية.
وذلك يشمل الإجابة على أسئلة مثل:
- من هو العميل المستهدف
- كم عمره
- ما وظيفته
- ما جنسه
- أين يتواجد
- ما اهتماماته
- ما المشاكل التي تواجهه
- ما هي حجم قوته الشرائية
كلما حصلت على معلومات أكثر عن شريحتك المستهدفة، كلما ساعدك ذلك في سهولة إقناع العملاء بالشراء.
3- هل لديك نظام شحن متماسك
كذلك من الأمور التي عليك التأكد منها قبل الإطلاق هو وجود نظام شحن متماسك يضمن إيصال المنتج للعميل في ميعاده والقدرة على التعامل مع مواسم المبيعات مثل الأعياد والإجازات.
لا تحسب أن نظام الشحن هو مجرد تعيين مناديب شحن أو التعاقد مع إحدى شركات الشحن، بل إن نظام الشحن يعني امتلاك نظام متكامل يبدأ باستلام الطلب من العميل وإرساله للمخزن لتغليف المنتج ثم إرساله عن طريق المندوب في الميعاد المتفق عليه مع العميل.
كذلك إيصال المنتجات في ميعادها وامتلاك التصور في التعامل مع المرتجعات.
4- نظام خدمة عملاء
من أهم الأمور التي يجب أن ترعاها وهو امتلاك نظام خدمة عملاء يشمل الرد على العملاء في منصات التواصل وفي نظام خدمة العملاء وعلى الهاتف (إن توفر ذلك) وعبر البريد الإلكتروني، وجميع الأماكن التي يتواصل فيها العملاء معك.
تحتاج لتحديد كيفية الرد على العملاء الغاضبين، والاستفادة من آراء العملاء في تطوير المنتج واكتساب عملاء راضيين يقومون بترويج علامتك التجارية.
5- تحديد التكاليف والإيرادات
هذه النصيحة هي الأهم والتي كان من المفترض أن توضع كان من المفترض أن توضع على رأس النصائح، وهي امتلاك نموذج عمل واضح (Business model) من خلاله تقوم بتحديد التكاليف والإيرادات التي تصل لك.
الكثير من نماذج الأعمال تكون ناجحة ولديهم تواجد مؤثر عند المستخدمين ولكن تخسر بسبب زيادة التكاليف عن الإيرادات، وذلك يكون في الغالب بسبب استخدام أدوات باهظة الثمن يمكن الاستغناء عنها باستخدام بعض نظائرها.
كذلك عدم تسعير المنتج بالشكل الصحيح وتحديد تكلفة الفرصة البديلة واحتساب التكاليف الثابتة والتكاليف المتغيرة بالشكل الصحيح من قبل محاسب تكاليف يشارك آرائه مع باقي أقسام الفريق، يكون ذلك سببًا في تأثر النموذج سلبًا.
لا يكون ذلك دافعًا لك إلى البخل واقتصاد النفقات دائمًا، فقد يؤدي ذلك بك إلى فقدان الكثير من الفرص، كما حدث مع إحدى الشركات التي خسرت الكثير من المبيعات بسبب خطتها في ترشيد نفقات التسويق. وبالتالي فالأمر يحتاج إلى توازن.
كانت هذه الأمور السابقة اقرأها بشكل نظري في مدارس إدارة الأعمال ولكن عندما بدأت بالمشاركة في المتاجر الإلكترونية أدركت أهمية هذه الدراسات والخطط التحليليلة.
أتمنى أن تشارك تجربتك معي في التجارة الإلكترونية، أو بناء متجرك الخاص؟