الكثير من أصحاب المواقع عندما يقومون بحجز الدومين والاستضافة تمهيدا لمرحلة إطلاق الموقع عبر الإنترنت لا يفكرون كثيرا في نوع DNS الذي يحصلون عليه مع باقة الاستضافة، وذلك لأنه غالبا لا يكون عنصرا مهما لدى أغلب أصحاب المواقع الصغيرة والمتوسطة وأيضا بعض المواقع الكبيرة.
في هذه المشاركة أشارك معك بعض المعلومات الهامة حول نظام إدارة أسماء النطاقات DNS الشهير، وما هي الفائدة الأساسية التي يقدمها هذا النظام سواء لأصحاب المواقع أو للزوار كذلك، وأيضا سأتحدث في بعض الأمور التي تجعل نظام DNS عنصراً أساسياً في التأثير على كفاءة الموقع بالكامل.
ماذا يعني نظام DNS ؟
هو اختصار Domain name servers وهي خوادم تقوم بإدارة عملية الاتصال بين متصفح الإنترنت والموقع الإلكتروني المراد الدخول إليه.
قبل إختراع نظام أسماء النطاقات، كانت الطريقة الأساسية للدخول إلى مواقع الإنترنت هي من خلال كتابة عنوان IP الخاص بالموقع الإليكتروني، ولا يزال بإمكانك استخدام عنوان IP الخاص بأي موقع للدخول اليه، ولكن لتسهيل الأمور ظهر نظام إدارة أسماء النطاقات الذي يسمح للمستخدمين بكتابة اسم نطاق مفهوم باللغة سواء باللغة الإنجليزية أو بعض اللغات الأخرى، وذلك للدخول مباشرة إلى الموقع المقصود بدلا من عناوين IP والتي يصعب تذكرها لدى الكثيرين.
عندما نقوم بكتابة اسم النطاق الخاص بأي موقع وليكن مثلا موقع عرب ووردبريس ar-wp.com داخل شريط البحث الخاص بمتصفح الإنترنت، فإن هناك عملية تحدث في الخلفية لا تشعر أنت كمستخدم بها على الإطلاق، لكن يتم تحويل اسم النطاق إلى عنوان IP غالبا أو بطرق أخرى يتم تحويل اسم النطاق إلى استعلام من نوع آخر من شأنه أن يتصل بالسيرفر الذي يحتوي على بيانات الموقع المطلوب، وفي النهاية يظهر لك محتوى الموقع، وهذه العملية يطلق عليها DNS.
كيف يعمل نظام DNS وهل يؤثر على كفاءة الموقع وسرعته؟
كما أشرت في الفقرات السابقة فإن الهدف الأساسي من استخدام DNS هو تحويل أسماء النطاقات إلى عناوين IP الخاص بالسيرفر الذي يحتوي على بيانات الموقع المطلوب.
لكي تفهم طريقة عمل DNS يمكنك النظر إلى السيرفر العادي أو ما تسمى الإستضافة، وهي المكان الذي يتم تخزين ملفات الموقع داخله، كذلك السيرفر الخاص بــ DNS هو مكان يتم تخزين بيانات الاتصال بين اسم النطاق وبين عناوين IP، وذلك حتى يسهل عملية الاتصال بالموقع من خلال كتابة اسم النطاق فقط دون الحاجة إلى كتابة عناوين IP التي من الصعب تذكرها في أغلب الأحيان.
غالبا ما تقوم شركات الإستضافة بإدارة نظام أسماء النطاقات DNS من جانبها، حيث تجد أن النيم السيرفر الخاص بأي شركة الاستضافة يحتوي على اسم النطاق الخاص بها ويبدأ اسم النيم سيرفر برمز NS وهو اختصار إلى Name Server، ثم يليه اسم النطاق الخاص بالشركة:
من الجدير بالذكر أن DNS من هو أحد المكونات الأساسية للموقع الإليكتروني، والذي بدوره يكون له تأثير بطريقة أو بأخرى على سرعة وكفاءة الموقع، حيث كما لاحظت أنه يدير الاتصال بين المستخدم أو الزائر وبين الموقع الإليكتروني، لذلك كلما كانت عملية نقل الزوار إلى الموقع سريعة وذات كفاءة عالية كلما أثر ذلك على تحسين تجربة المستخدم، وايضا محركات البحث التي أصبحت تضع عامل السرعة والكفاءة في المعايير الأولى لترتيب المواقع في نتائج البحث.
هل يمكن تغيير DNS للموقع ؟
تتيح كل شركات الإستضافة تقريبا إمكانية تعديل النيم السيرفر للموقع، حيث كما أشرت سابقا أن النيم سيرفر الإفتراضي يكون مخصص باستخدام اسم النطاق التابع لشركة الاستضافة، لكن بإمكانك تغييره لكي يحتوي على اسم النطاق الخاص بك بدلا من ذلك.
على سبيل المثال المثال إذا كان اسم النطاق الخاص بك هو Domain.com يمكنك تغيير النيم السيرفر ليكون NS.domain.com، وهكذا…
يمكنك تغيير النيم سيرفر من داخل لوحة تحكم الاستضافة التابع لها، وأياً كانت شركة الاستضافة التي تستعملها، ففي الغالب تجد خيار للتعديل على النيم سيرفر مثل الصورة الموضحة:
أريد هنا أن أشير إلى أن هناك أنواع مختلفة من سجلات DNS التي غالبا ما واجهت بعضها أثناء قيامك بربط موقع بأحد الجهات الخارجية، ومن أشهر أنواع هذه السجلات ما يلي:
النوع Address A: وهو السجل المسؤول عن التوجه إلى عنوان IP الخاص بالإستضافة عندما يقوم أحد الزوار بكتابة اسم النطاق داخل المتصفح.
النوع CNAME : وهذا النوع وظيفته توجيه أحد أسماء النطاقات ليس إلى عنوان IP، ولكن إلى اسم نطاق آخر، وغالبا ما يستخدم هذا النوع مستخدمي خدمة Blogger من جوجل عندما يرغبون في توجيه اسم النطاق الخاص بهم إلى مدونة بلوجر المجانية، وأيضا له تطبيقات أخرى.
النوع MX: هذا النوع مشهور باستخدامه في ربط اسم النطاق الخاص بالموقع بخدمات البريد الإليكتروني، مثلما تقوم بربط اسم النطاق في حسابك لدى مزود خدمة إرسال البريد الإلكتروني الخاص بك لكي يتم استخدام اسم النطاق الخاص بك في المراسلات التي تقوم بها.
غالبا لا تحتاج إلى استخدام خدمة DNS مستقلة، حيث تكون الخدمة الافتراضية المقدمة من شركة الاستضافة كافية في أغلب الأحيان، لكن بالتأكيد للمواقع الكبيرة والمتّسعة في محتواها يكون من المهم استخدام مزود DNS أكثر كفاءة للمساعدة على الحفاظ على سرعة فتح الموقع أمام الزوار من مختلف الدول والبلدان.
هناك الكثير من الشركات التي يمكنك الحصول منها على خدمة DNS متقدمة مثل جوجل وأمازون وكلاود فلاير، حيث في هذه الحالة لا تعتمد على السيرفر الخاص بإدارة الاتصالات بين عنوان موقع وبين السيرفر الأساسي، وهو من يجعل سرعة فتح الموقع تدار بطريقة أكثر احترافية، وبالتأكيد أكثر سرعة وكفاءة: